
في إنتخابات 13 مايو أكثر من رسالة ،كشفتها صناديق الإقتراع، ورغم أضرار التسجيل عن بعد الذي غير كافة الموازين، حيث أخرج الإنتخابات عن رونقها الطبيعي، واحتلت نقاط معينة بفعل موجات من المهجرين ، جيء بهم من كل حدب، وما من حيز جغرافي إلا وتضرر من هكذا بدعة ضرها أكثر من نفعها.
الجديد في إستحقاقات مايو ٢٠٢٣ م أنها كشفت للعامة،مدى نجاعة هندسة التعاطي الإيجابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع خصوم ،خصمه،خلال العقود الماضية، وبالتالي اكتشف السر،و استنتج الحل :
دعاهم....فاستجابوا، فاصبحوا يتعاقبون عليه، بكرة وأصيلاً أكثر من الموالاة، فداسوا على خطاباتهم النارية، بالأقدام، حتى باتوا لا ترى لهم أثراً مهما كانت مفرقعات التجاوزات من صفقات التراضي، إلى الإختلاس، ف...تهريب الذهب والعملات الصعبة ،وتدوير المسودة ظهورهم بالمال العام،فلا مظاهرات منددة، ولا وقفات احتجاجية كما كانوا من قبل ،من هنا جاءت صفعة صناديق الإقتراع، وجاء رد المواطن على معارضة "حظرني نسكت" ..
إذن إنتخابات ١٣مايو، أقل مايمكن القول فيها؛ أن ل ..."لبرود " ثمن ،و أن للنضال أثمان ،حيث امتطى المدونون صهوة المعارضة، فتقربوا من الطبقة الكادحة، فقربتهم، واحتضنتهم، ف..منحتهم الثقة، في صناديق الإقتراع ومن هؤلاء المحامي العيد ولد محمدن، ومحمد الأمين ولد سيدي مولود، ومحمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل، ومنى بنت الدي، وأضرابهم ،يضاف إلى هؤلاء نواب حزب الصواب الذين لم يتخلوا عن خطاب الغبن في الأوساط الهشة ،وعندما نقول المعارضة فإننا نقول :
أحزاب التكتل والتحالف الشعبي التقدمي و اتحاد قوى التقدم ،أما حزب تواصل فله نهج آخر...
الحقيقة أن النجاح يحتاج الى المثابرة و النفس الطويل، والإستفادة من الإخفاقات ،تلو الأخرى، ففي السنوات العجاف كانت المقاطعة هدية للنظام، كما كانت مقاطعة المعارضة في مأمورية عزيز الثانية هدية لحزب تواصل حيث انتزع بها زعامة المعارضة من التكتل وكانت نافذة للحقوقي بيرام الداه اعبيد يستطلع بها وزنه شعبيا حيث أعطته دفعا الى الأمام فيما انخفض مؤشر المعارضة الراديكالية شعبوياً ،إذن المعارضة سقطت في قلاع البراغماتية،الذاتوية،على حساب المصلحة العليا لهموم المواطن البئيس الذي يطحنه الفقر وارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية حتى غاب الحديث عن الفساد الإداري في خطاباتهم وأدبياتهم.
إن السلم الإجتماعي غاية كل إنسان واع ،ولاشك أن الوضع الدولي مضطرب في الشرق والغرب والجنوب وما من بلد إلا وأعين اللاعبين الكبار عليه ينتظرون اللحظة المناسبة لإشعاله، وتقاسم خيراته، اليوم بتنا نقرع طبول الرئاسيات ، وكثيرة هي التحديات الأمنية والأقتصاديةوالقوة الحقيقية لأي نظام تكمن في العدالة الإجتماعية والضرب بيد من حديد على كل خائن حاد عن طريق الكفاءة والمثل الإنسانوية العليا.
إننا على أعتاب الرئاسيات، وعلى أعتاب تصدير الغاز، ولنا ماض ثري في عدم استغلال الموارد بشكل أفضل ،وبما أن الدول من حوالينا تسير بخطى جد متقدمة، وبما أن الطبيعة منحتنا كل شيء، ومازالت، كذلك، إلا أن الهندسة التي أتخذت للمعارضة، وتقريبها، من المخزن، و افلاسها شعبيا ، يجب أن تتخذ في محاربة الفساد، والتصنيع ،والتشييد وجلب الإستثمار، عندها يمكن أن نكون أكثر، ونساير الركب أكثر بالطرق السيارة و شبكات الصرف الصحي، والمشاريع الكبرى، وتجاوز الإكتفاء الذاتي من غير " الدلاح...
وبالمختصر ،فإن اكتساح حزب الإنصاف لجميع مقاطعات العاصمة نواكشوط في سابقة من نوعها، يعطي رسالة للمعارضة أنها جنت على نفسها ،وأنه لم يعد بإمكانها تدارك الأخطاء التي طالما سقطت فيها سواء في عهد اعل ولد محمدفال أو في عهدولدعبدالعزيز لتختتم الإخفاقات والفشل، المدوي، مع ولد الشيخ الغزواني.
محمدولدسيدي - اركيزانفو"