تيشيت في زمن الإنصاف - ماضي حي - ومستقبل واعد،،

أربعاء, 01/18/2023 - 14:06

مدينة تيشيت قلعة علم وموطن الحضارة حين لم يكن للتجمعات والمدن الحديثة من وجود .
تحدت مدينة تيشيت هضاب التاريخ ،و عوامل التعرية، لتقف واقفة شامخة للرائين من المناطق النائية، لتنير لهم صوامعها، ومحاظرها، ومعالمها الأثرية الطريق إلى زوراء الزوار، عبر العصور والأزمان، وملتقى التنوير و ودور المعرفة ونقطة التواصل بين الشمال العربي و إفريقيا .
مدينة تيشيت التاريخية لم تستثنى من الإنصاف، صحيح أنها عاصمة مقاطعة ،بها جل الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وشبكات الأتصال وإذاعة محلية، فضلا عن وجود 7000مخطوط ،ولكن، تستحق سيدة المدائن تيشيت فك العزلة عنها بطريق معبدة يربطها بعاصمة ولاية تكانت " تجكجة، ليتواصل عطاءها الذي هو جزء من الإشعاع العلمي والثقافي للكينونة العامة لبلاد شنقيط.
مدينة تيشيت شهدت عدة معارك ومناوشات ضد المستعمر الفرنسي قادها البطل المجاهد سيد أحمد ولد أحمد عيده
وقعت معركة تيشيت وفق الرائد جيلييه في كتابه مايلي :{ان جماعة الأمير فقدت ثمانية قتلى وتم الإستيلاء على 11 بندقية و20 جملاً }
حمل الأمير إلى مدينة "سانت لويس "في السينغال حيث تم علاجه من جرحه الذي أصيب به في رجله , وبعد شهور أعيد إلى أدرار بعد أن تظاهر بقبول الخضوع للإدارة الفرنسية .
وطبعا وكما هو معروف ظل الأمير المجاهد على عدائه الفطري للمحتل الغازي الصليبي على الرغم من الجراح وألام الأسر حتى من الله عليه بالشهادة مقبلا غير مدبر في معركة وديان الخروب سنة 1932 م
وعلى ضوء ربط الماضي "الحي" لمدينة تيشيت الأثرية، بحاضرها اللا "منسي" وبموقعها الوديع في قلب الصحراء الموريتانية، فإن تيشيت اليوم لبست حلة جديدة،بمناسبة تنظيم مهرجان مدائن التراث، بها يوم 20/1/2023،حيث سيزورها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تضاعف عدد سكانها في الآونة الأخيرة، ، وشهدت حركة تجارية غير مسبوقة.
بالدفوف و الأغاني يستقبل سكان تيشيت زوارهم وهذا يعيد إلى الأذهان الكرم والجود الضارب في القدم لأحفاد الشرفاء والعلماء الأجلاء من بينهم لا الحصر
الشريف عبد المؤمن بن صالح الإدريسي الذي يرجع له الفضل في تأسيس مدينة تيشيت سنة 536هجرية الموافق 1142م
الحاج الحسن ولد أغبدي الزيدي
محمد فاضل الشريف
الشريف حماه الله صاحب النوازل
أحمد بن الصغير
محمد بن أحمد الصغير
انبال امحمد حماه الله
شيخنا بوي أحمد بن بعسيري
زيارات الرؤساء ليست غريبة على مدينة تيشيت، ورغم المنشآت التي شيدت فيها من تقريب الإدارة من المواطن على غرار باقي المدن الحضرية، والأثرية بشكل خاص، فإن المطلب القديم لساكنة تيشيت مازال يراوح مكانه وهو :
فك العزلة عنها وربطها بمدينة تجكجة... فالتضاريس وعرة، جدا جدا، والطبيعة جميلة وسياحية بإمتياز ولاشك أن زيارة رئيس الجمهورية ستحقق لساكنة تيشيت أهم مطالبهم ...
مباني مدينة تيشيت من الصخر الرمادي، مايعرف محليا بالحجرة وهي في غاية الجمال وتميل إلى الإخضرار وسقوفها من جذوع النخيل " أزعر " والطين...دافئة شتاءً وباردة صيفاً.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي- عضو الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة .