
عامان ليسا بذلك البياض الناصع ، ولا بذلك السواد الحالك..
فتحت نوافذ، لم تفتح من قبل، هي اللبنة الأولى، للطريق الى النهوض، نافذة محاربة الفساد، إلا أنها، وللأسف، شابتها شائبة العراقيل، والنكبات، كما أن الفساد، هو ثغرة الثغرات، والقضاء عليه، أو الحد منه هو مصعد النهوض، إلا أن سلم هذا المصعد، أصابها الوهن، وبالتالي لم توصل الى قمة الهرم، استعادة الأموال المنهوبة،فالميئات من الملوثة ظهورهم، وأيديهم بالمال العام، هم من يتموضعون أكثر في مراكز القوة ،ويتصدرون مراكز النفوذ،، في الإدارة، والثروة، والوجاهة، وهم، فريقين، اثنين، هما
1- فريق 13 الأكثر فساداً،وهو فريق يعادل في عدده، فريق كرة القدم، وقد أثبتت تقارير رسمية تورط هذا الفريق في اختلاس 42مليارا أوقية، أي مايعادل صندوق كورونا، 45مليارا أوقية، فأنظروا كم استفاد من مواطن من هذا الصندوق في غضون أشهر فقط، رغم ما شابه من خروقات، تستدعي الإقالة والتجريد والسجن أحياناً.
2- الفريق الثاني، هو فريق 300شخصا، من ضمنهم، الأباطرة، الكبار، فريق 13 الأكثر فساداً،بعض هؤلاء لم يستجوب، ولم يسأل، عن ما اقترف في حق الشعب، وكأن المسكوت، عنهم، سوبرمانيون، لايخطؤون، وهم عين الفساد، والإخفاق، فلماذا الكيل بمكيالين تجاه المفسدين، طالما أن هيئات التحقيق لم تظلمهم في إدراج أسمائهم ضمن الملطخة أياديهم، ب،حناء، الفساد، ألم يدور بعضهم، وتعاد له الثقة، ويتقلد مناصب سامية في حين بقي الآلاف من أصحاب الصفحات البيضاء، الذين عانوا من الإقصاء والتهميش، على قارعة طريق اللامبالاة.
الجذاذة الثانية الإيجابية، ولا تقل أهمية عن الركيزة الأولى، محاربة الفساد، هي، الإنفتاح على كل القوى السياسية، وهذا هو الحصن الأنجع، المانع من الصراعات السياسية والعرقية، والدول التي شهدت ثورات، قضت على وجودها، بسبب الإنكماش والديكتاتورية والقمع، وبالتالي يعد الإنفتاح والتشاور مع كل القوى، أحزاب، ومنظمات، ونقابات، فتح صفحة من ترميم البيت الداخلي المتآكل ، وقد بدا هذا جليا في انبهار اللاعبين الأساسيين ممن يحتسبون على المعارضة بهذا الإنفتاح الى حد المغالاة في التطبيل،وشاهد هذا ماأورده، أحد الموالين،بقوله: ساخرا أو متهكماً: كن انعلموهم العوم، عادو اغركون ،الوافدون، الجدد،على الموالاة، والمهادنون، سحبوا البساط من تحت حملة عرش الدعاية،للمأمورية الثالثة، وأصبحوا هم من يقود المشهد، ويتقدمون في المقاعد الأمامية، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على قوة ودهاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فمن جمع الوجوه المهجرة والمتجاهرة، بجرة قلم سيال، ولسان خطيب، بإستطاعته أن يقوم الإعوجاجات بعيدا عن الديماغوجية، ولغة القوة،و السياط وتكميم الأفواه...
سنتان حافلتان، بالأنشطة ذات البعد الإجتماعي ،بناء مؤسسات تربوية، ومشافي، وشبكات طرق، ومياه الشرب، والطاقة الكهربائية، وتوزيع إعانات مالية على الأسر الأكثر هشاشة، بالمقابل بلغت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا قياسا لم تشهد له مثيلاً، كما أن الزيادة في أجور الموظفين طالها التباين وزاد الشرخ بين الهياكل الهرمية لعمال الدولة،فزيادة،معلم ،طبيب، جندي ،دراهم معدودات، بينما تم زيادة،رواتب النواب،بحوالي نصف مليون والقضاة، ب مائتي ألف أوقية، فضلا حجم رواتب المجالس العليا،وعليه يجب مراجعة كتلة الأجور، فبعض الدراسات توضح اختلالا كبيرا في الميزانية إذ أن حوالي 1000موظفا يتقاضون مايناهز 70%من الميزانية المخصصة للأجور، و30% لصغار موظفي ووكلاء الدولة.
لقد تحقق الكثير، في المجالين السياسي والإجتماعي، لكن التحديات تبقى قائمة، فإرهاب الفساد، أخطر من ارهاب الجماعات المسلحة على الدول،لابد من غربلة شاملة للجهاز الإداري، ،عشنا، وشفنا مفسدون في كل نظام، تعاد فيهم الثقة، تبريرات الحكومة عن العجز في تنفيذ بعض البرامج ذات الصلة بحياة المواطن، ب...هؤلاء، تركة ثقيلة،من العشرية، هي تراكمات منهم، لأنهم خدموا في كل العشريات، أن نعالج الخطأ، بالخطأ، مستحيل أن نضمد الجراح....مرة أخرى، تحقق الكثير، ولكن، ارهاب الفساد، أخطر من ارهاب الجماعات المسلحة، والإنفتاح على القوى السياسية، خطوة إيجابية، تعزز أواصر التقارب بين الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، وتقود الى الإستقرار، بيد أن توفير لقمة العيش من خارج الحدود في العقد السابع من الإستقلال، يعد عجزا لكل الحكومات، بما فيها حكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، فالأعذار غير مبررة، طالما أن المياه الفيضية موجودة، والمساحات الزراعية الشاسعة تشكل ثلث مساحة البلاد، أربع ولايات على ضفاف نهر السنغال، فضلا عن ثروات معدنية وبحرية هائلة.
غزواني رسم لوحة النهضة ببرنامج شامل، لكن، آليات المكننة، تحتاج لتقنيين مهرة.