
طالعت في كتاب الفكر الإستراتيجي للرئيس صدام حسين، رؤيته عن الصين، وقد وافقت، حكمة ديغول بقوله:
الصين مارد نائم، وياويل للعالم منه إذا فاق...
نهضة العراق في الزراعة والطب وكافة المجالات بما فيها الجانب العسكري، تعود في جلها الى مستوى العلاقات بين العراق والصين في ذلك التاريخ.
فقد خرجت دول العالم، منهكة إقتصاديا، وإجتماعيا من الآثار المدمرة، للحرب العالمية الثانية، وتشكلت الأحلاف، والتكتلات الدولية، وانقسم العالم، الى معسكرين، معسكر ،ليبرالي، غربي، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، تحت مسمى حلف شمال الأطلسي" NATO "، ومعسكر شرقي، بقيادة الأتحاد السوفيتي، تحت يافطة حلف، وارسو .
كيانات دولية أخرى منقسمة على الحلفين، تشكلت منها منظمة عدم الإنحياز،وغيرها من الأتحادات الوهمية في العالم العربي، والإسلامي، و إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، ورغم المعاهدات الدولية، والتجاذب بين المعسكرين، لم يمنع ذلك من اتخاذ كل دولة، سياستها الأقتصادية والإجتماعية الخاصة بها، كالصين مثلاً،التي اتخذت منهجاً متعدد الأبعاد، مع المحافظة على التماسك الإجتماعي، والوحدة الوطنية، هذا المنهج الأقتصادي، والسياسي، والإجتماعي، منه ماهو قصير ،ومتوسط، وطويل المدى خلال المائة سنة الماضية، وقد بدأ بالخطة الخمسية، والعشرية، رويدا رويدا ،حتى أعطى ثماره محلياً،وتدرج في النجاحات مع مرور الزمن، حتى غزا أسواق العالم، واحتلها في غضون نصف قرن ونيف،مع التماسك، والوقوف أمام كل الهزات، و المكائد الغربية، المعادية للطفرة الصينية، ولما انهارت الشييوعية، وأفل المعسكر الإشتراكي، و ساد نظام القطب الواحد، ظلت الصين صامدة، ومقاومة للغطرسة الغربية، وحين برزت ظاهرة العولمة، وجد المارد الصيني، ضالته، وكشر عن أنيابه، فبدأت الصين، تنتعش شيئا فشيئا ، في وقت انشغلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، بالحروب في يابسة العالم، وبحاره، ومحيطاته، وجزره.
ولم تقاوم الصين الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بل قاومت شريكها الدفاعي،والأقتصادي، الأول، القطب الأوروبي،ممثلاً،في مجموعة، اليورو، + ابريطانيا، ففي الوقت الذي كانت دول الأتحاد الأوروبي تتخبط في الإندماج، والتمدد، والتفكك،ومحاربة الهجرة، والإرهاب، خلال العقد الماضي، واصلت فلسفة الحزب الشيوعي الصيني تألقها، ونجاحها في جميع المجالات خاصة في الجوانب السوسيواقتصادية، والإجتماعية ، والبحث العلمي، وهذا ما جعل الصين تلغي قانون الإبن الواحد للأسرة سنة 2015 ، وفي أقل من عقد أقرت السماح ، بالإبن الثاني، بفضل الطفرة الإقتصادية الرائدة في وقت انهارت، فيه كبريات الأقتصاديات الدولية جراء الأزمات الداخلية وقوة المنافسة الخارجية.
في مئوية أمة المليار وأكثر من 1/4 ،الصين، العظيمة، حكومة، وشعباً، تسمح للأسرة،الواحدة، بالإبن الثالث، في 21مايو سنة 2021 .
ولما طغت لغة الرقمنة، على الحياة اليومياتية، شكل نظام هاتف هوواي، ضربة قوية للولايات المتحدة، والأتحاد الأوروبي، وفي الوقت الذي بدأت الدول تعمل بخدمات الجيل الرابع، نفضت الصين عنها الغبار من هكذا خدمات الى خدمات الجيل الخامس، وقيل السادس، نجاح الصين على الأرض، قابله نجاحها في الفضاء، حيث شيدت محطة خاصة بها، بصرف النظر عن تعاونها الدولي في هذا المجال، حيث أرسلت محطات، وأقمار اصطناعية، ورواد فضاء، ومسابير الى الكويكبات العليا.
الحديث عن الصين، ونجاحها، وازدهارها، لا يمكن حصره في أسطر، إلا أن قوة الصين، أكتشفت أكثر خلال ظهور جائحة كورونا سنة 2020 .
ولما استفحلت جائحة كورونا، وأصبح لكل دولة خططتها، وأدواتها، وسياساتها، الخاصة بها، من أجل تأمين مواطنيها، الغت الدول الغربية التي تتغنى بحقوق الإنسان، والعدالة الإجتماعية، جميع المواثيق الدولية، من استحواذ للكمامات، الى الإستحواذ على السترات الواقية، الى قنينات الأكسجين، الى إلغاء التأشيرة الموحدة، وغلق الحدود، ومن المفارقات أن تكون أمة المليار ونصف، هي المنقذ للعالم من هذا الفيروس، سواء من ناحية توفير المستلزمات الوقائية من مواد طبية وصحية الى اللقاح الواقي من الفيروس كورونا.
مئوية المارد الصيني 1921/2021، غزو اقتصادي، ورعب للقوى الكبرى،ومن المفارقات أن تتضرر أية دولة تفرض عقوبات على الصين، من تضرر الصين، عينها ...