الشعبوية في خطاب النواب- محمد ولد سيدي

ثلاثاء, 11/10/2020 - 01:42

التعددية أحدثت تطورا متعدد الأبعاد ، ولكن البعض للأسف، لم يتخلص من عقدة التاريخ، والتمسك بخاصية لم توافق عجلة الزمن ،وخير مثال على ذلك الرباعي في الجمعية الوطنية ، سعدانة منت خيطورة، ومحمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل، والعيد ولد محمدن ، وخديجة مالك جلو، هذا الرباعي يعكس تركبة المجتمع، ووحدته، وإنسجامه، ومدى تقدمه، ووعيه فكريا، وحضارياًّ، صحيح أن المجتمع سلطة، وهذه السلطة لها تبعات محدودة ،وقد تتجاوز الوسط، وبالتالي فإن الإختلاف في الرؤى، مسألة عادية في أي هيئة تشريعية، سواء في أمريكا، أو في اوروبا أوفي إفريقيا و عليه فإن برلماننا ككل برلمانات العالم، يناقش القوانين، يصادق على بعضها- وهي الأكثر- ويرفض بعضها، هذا مبتهج، وهذا غاضب ،هذا رافض لقرار، وذاك قابل له ، مشادات هنا،لا تخلو من سب، ومداخلات لهذه الكتلة، لا تخلو من دعابات، وطرف، وكان المستمعون والمشاهدين يسهرون الليالي للإستمتاع لمداخلة النائب الراحل محمد المصطفى ولد بدرالدين رحمه الله ،حيث الطرف والبلاغة، والتكراح...
المهم أن بصمة التيارات الفكرية، والمدارس المحافظة،و الليبرالية يمكن للرائي أن يلاحظها في مداخلات بعض النواب.
لولا الوعي الديني، والسياسي،والتأثير الأيديولوجي، لما إنتخب الشعب النائب سعدانة منت خيطور ، أو النائب العيد ولد محمدن كنائب عن كتلة سياسية ليبرالية،وهنا يطرح سؤال للتوضيح:
من انتخبهم...الجواب بجملة واحدة:
انتخبهم شيوخ الزوايا، وأمراء العرب، وأبناؤهم،ومادون ذلك ...
هذا، وقد يكون الموروث الثقافي المهيمن على عقلية النائب " المحافظ، هو السبب في جعله يتمسك بالدفاع عن اللغة العربية، وقيادة مسيرة النصرة أكثر من غيره، رغم أن مسألة اللغة معقدة، وتراكمية تعود جذورها لجيل التأسيس، وعامل مساعد للتعايش والتواصل بين مختلف المكونات الإجتماعية،فمن خلالها تشكلت حركة لاتلمس جنسيتي، وكأن اللغة الفرنسية، لغة للزنوج، وهذا خطأ هوياتي، اللغة الفرنسية، للفرنسيين فقط، لاغير، أما فيما يخص النصرة، فلا تخلو من ركوب الموجة، لتيار ،أو مكونة بعينها، وهذا ما لا يقبله الجميع، طالما أن المجتمع متدين جميعا، وموحد مذهبيا،فمن الطبيعي أن ينتصر لله، ولرسوله، والدفاع عنهما، وعن المقدسات الإسلامية، بالغالي والنفيس ...
قصارى القول أن المجتمع سلطة في أية رقعة، وللعلم والحضارة والنضج أدوارهم في التغيير والإنصهار والتعايش بأمن وسلام، وكلما انتشر العلم في مجتمع ما، كلما تحلل من العقد النفسية و تطهر من الأمراض الإجتماعية، فيزداد قوة وتماسكا مهما كان تعدد ألوانه وأعراقه، والثلاثة أحمدي نجاد، وجورج وويا، و لولا ديسيلفا من قارات مختلفة، أمثلة حية لتجاوز العقد النفسية، وتكريس الكفاءة، والعمل بقاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب.
وكما قلنا آنفاً فإن سلطة المجتمع تبقى قائمة مهما كان وعي المجتمع، ف نجد المواطنة درجات في أعرق الديمقراطيات في العالم، مواطن من الدرجة الأولى، له إمتيازات ،أكثر من مواطن في الدرجة الثانية كالأفراد من اصول مغاربية، وإفريقية في شمال المتوسط، و المملكة المتحدة،وعدم العدالة الإجتماعية في المجتمعات المتحضرة، أو الدول الإمبريالية، أدى الى ردات أفعال سلبية جعلت أفراد من الذين عانوا من التهميش والكيل بمكيالين في الغرب، يميلون الى العنف والإنتماء لحركات تمتهن العنف مما غذى الشعبوية في الغرب وفي الدول النامية بشكل عام،وبالتالي ألا تدخل المشادات بين النائبين سعدانة منت خيطور ومحمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل في إطار الشعبوية؟