إفتتاحية ■■ محورية نواكشوط ■■قراءة لما بين دعوة واشنطن لغزواني و زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدروسانشيز ■■

أربعاء, 07/16/2025 - 14:49

ما إن انتهت القمة الأمريكية الإفريقية المصغرة في 9/7/2025 المنعقدة في واشنطن بين الولايات المتحدة الأمريكية وخمس دول إفريقية هي موريتانيا و السنغال وليبيريا و الغابون وغينيا بيساو حتى أعلن في نواكشوط عن إنعقاد قمة مشتركة بين حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية و نظيرتها الإسبانية برئاسة رئيس الوزراء بيدروسانشيز يوم الأربعاء الموافق 16/7/2025 هذا الإهتمام يؤكد تقاطعات مشتركة في كلا الزيارتين وتحديات أخرى فأين هي إذن مكامن التلاقي؟
العاميون يرون أن أي إجتماع عالي بين موريتانيا وإحدى الدول الكبرى يعتبر نجاحا دبلومسياً دون النظر الى الأعماق ،الحقيقة أن النجاح يكمن في تطبيق البرامج التنموية والإستقلالية الأقتصادية عن الآخر ماأمكن ذلك، والحد من الديون ...
لاشك أن موريتانيا تمتلك مقدرات إقتصادية هائلة سواء تعلق الأمر في مجال الصيد أو المناجم أو الزراعة ونتيجة لقربها من إسبانيا فإن العامل الجغرافي قابل لزيادة الشراكة الأقتصادية والثقافية على غرار ما هو واقع مع المغرب ،كما أن بدء استغلال الغاز زاد من الإهتمام بموريتانيا من أجل سد النقص الحاد في مجال الطاقة على ضوء النقص الذي خلفته أزمة الطاقة العالمية بسبب الحرب الروسية _ الأوكرانية،الحكومة الإسبانية ترى أن موريتانيا بيئة قابلة للإستثمار نظرا للهدوء والسكينة والأمن والإستقرار في وقت تفتقر دول الساحل لهذه الميزة ومع كون تلك الدول ذات اضطرابات متعددة فإن عدم إستقرارها عامل محفز للهجرة الى أوروبا من هنا فإن موريتانيا تواجه تحديات جمة كونها دولة " عبور" متاخمة للمياه الإقليمية الإسبانية ...
الولايات المتحدة الأمريكية رأت في موريتانيا نفس الرؤية كونها أي موريتانيا بلد مستقر قابل للإستثمار في المجالات الآنفة الذكر وإغلاق الباب أمام التمدد الروسي في منطقة الساحل ناهيك عن التعاون في مجال الهجرة حيث استقبلت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 20000مهاجرا خلال السنوات الأخيرة.
ماعليه القول أن تعزيز العلاقات والشراكة الأقتصادية بين موريتانيا وإسبانيا والولايات المتحدة في غاية الأهمية ويعزز أواصر التواصل بين الشرق والغرب كما أن إنعقاد إجتماعات عالية بين الدول الثلاثة لايعني أن المشاكل البنيوية في موريتانيا قد حلت ،يجب أن نقر ونعمل على حل الإختلالات التي عاقت تقدم البلد خاصة أن البلد مقبل على طفرة في مجال الطاقة وأينما وجدت الثروات توجد القلاقل في الدول النامية المثخنة بالجراح والفساد والمحسوبية وإنطلاقا من الركائز الرئيسية للمسودة الحوارية لتعزيز الحكامة فإن محاور القضاء والتعليم والصحة والعدالة الإجتماعية كلها تدخل في التركة التي طالما شكلت معوقات لكل الحكومات ،وفيما يخص الموقف من النزاع في الشرق الأوسط فإن الموقف الإسباني يتقاطع مع الموقف الموريتاني في حل الدولتين وضرورة وقف إطلاق النار أما الولايات المتحدة الأمريكية فإنها تسوق لأتفاقيات أبراهام وتدعم التطبيع بل وتتماهى مع المواقف الإسرائيلية مهما كانت وتقدم لها الدعم اللامتناهي .
إن دخول المستثمرين الأمريكان سوق المناجم في موريتانيا هل سيكون بفوائد أكثر مع إستغلال زمني أقل أم سيكون محاكاة لأتفاقيات المعادن والصيد مع كندا وأستراليا والهند والصين وتركيا ،استغلال لفترات طويلة، مقابل فوائد قليلة لم تنعكس على القدرة الشرائية للمواطن ولا على مستوى البنية التحتية للبلاد ،ولم تغني عن الدعم الخارجي في المجال البنيوياتي ،رغم تضاعف الميزانية مابين 2018الى 2024.
إن إستغلال الغاز يلفت أنظار القوى الكبرى الى البلد وهنا من الحكمة ذوبان الجليد بين مختلف الفرقاء السياسيين سعياً الى تعزيز وتماسك الجبهة الداخلية عن طريق محاربة الفساد اتساع رقعة الحريات إستعدادا لمرفأ 2029م.

بقية الصور: