معلم في طور الشيخوخة _ إفتتاحية

سبت, 03/16/2024 - 16:53

أهم ما في جسر التآزر الذي دشنه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في 16/3/2024 أنه ينضاف الى ما يمكن أن يعتبر بإنجازات باقية للأجيال وأشياء أخرى تحسب لكل رئيس ولد داداه، رحمه الله، هيدال، معاوية، عزيز.
من منظور حضاري، تزامن دخول جسر التآزر، إلى دخول البلاد في طور الشيخوخة 63عاما ومعلوم أن بناء الدول لا يتعلق بالأقدمية أو الحداثة وإنما يتعلق بمقاربات ومناهج وفلسفات معينة.
من ناحية العراقة لا توجد دولة أعرق من مصر ،وهي تعاني من وضعية إقتصادية وإجتماعية وسياسية صعبة، بالمقابل، تشهد الهند طفرة إقتصادية دون أن تستطع تجاوز معضلات مجتمعية، أما الصين فقد أعطت النموذج الأصلح في كل نواحي الحياة وهي الديناميك الأساس للاقتصاد العالمي رغم حجم تعداد السكان، ورغم شمولية الحكم.
دول الإمارات العربيةالمتحدة وقطر والبحرين من الدول الحديثة اعطت صورا حية عن انعكاس الثروة على شعوبها سواء في مجال البنى التحتية أو دخل الفرد.
بينما بقيت العراق وسوريا ولبنان تتخبط في بحار من الأزمات المتحولة والمتطورة أحيانا وهي ملئاى بالطاقة والطاقات البشرية .
الخسارة التي لا تعوض، تكمن في عدم استغلال الفرص، أو أخذ العبر من الآخر، التنمية سبيلها الأول هو الإستقرار وهذه النعمة لم تستغلها منظومتنا وفق ماهو مطلوب، الدول التي شهدت نكبات، وحروب أهلية، لملمت جراحها، وأعطت النموذج المثالي للتعايش والبناء والتطور والإزدهار حال رواندا مثلاً لم يعد جسر يلفت الإنتباه .السنغال الفقيرة أرضها، أطلقت ترومواي داكار، في مرحلته الأولى بمعدل 15000راكبا لليوم وهو الأول في غرب إفريقيا.
أما المغرب فحدث ولا حرج عن البراق، وما إلى ذلك من مشاريع خدمية راقية وكذلك الحال في الجزائر وتونس.
المؤسف أننا دخلنا طور الشيخوخة، و لم نعتمد على ذواتنا في الأساسيات، وبنيتنا التحتية دون المؤمل.
لايمكن القول، أن الإصلاح، بلغ ذروته، لأن ثروات البلاد، لم ولن تنعكس على الشعب، لا في مجال البنى التحتية وهي من أسوأ البنى في دول الجوار ،مقارنة مع السنغال والمغرب والجزائر، ولن تنعكس على مستوى القدرة الشرائية.
أما الديمقراطية فهي الأخرى جزء من كل، بها وجع،متعدد،وحبذا لو سرنا على النمط الشمولياتي الخليجي، تقدم وازدهار وحياة كريمة بعيدة عن ديمقراطية منمقة بشعارات جذابة، لم تسفر إلا عن خطابات شرائحية وجهوية لم تسفر إلا عن فقر وتعاسة وهجرة عن الأهل والخلان بحثا عن لقمة العيش.
محمد ولد سيدي _ المدير الناشر