الإحتفالية الرابعة _ صورة تخدم النص !!

أحد, 08/06/2023 - 02:39

ا
بالمعطيات والأدلة أعطى بول كاغامى النموذج الأحسن في تطبيق البرامج و مقاربات الإصلاح، حيث زرع، وشيد، ووعد، وأوفى، وحول العداء بين التوتسي والهوتو إلى مؤاخاة ومصاهرة، وكانت المدرسة العمومية، مدرسة جمهورية بإمتياز، حيث فك العزلة عن طريق النت المجاني للأشبال والطلاب في عموم رواندا التي ذللت جراحها الخائرة، النتنة،حتى أصبحت كيغالي العاصمة، "أنظف " عاصمة في إفريقيا في وقت قياسي.
بإمكان موريتانيا التي لا تعقيقها حرب أهلية ولا نزاعات مسلحة أن تكون مثال " الأمثلة " في التنمية، ولكن، بشرط " الشروط" التي تجاوزت بها شعوب الإقتصاديات الصاعدة وهي:
القساوة والشدة مع المخالفين والمتخاذلين والعاجزين عن تطبيق البرامج والخطط التنموية على مر العقود الأربع المتتالية.
صورة تعطي أكثر من دلالة:
الجدية والإصرار والعمل، صورة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الأسبوع الوطني للشجرة، وهذا بحد ذاته مهم جدا في الوقت الذي يعاني فيه المطبخ الموريتاني من أزمة البصل والبلاد تحتوي على مقدرات زراعية هائلة منها 134000هكتار من الزراعة المروية لم يستغل منها إلا أقل من الثلث وفق معطيات المزارعين في ضفة نهر السنغال أما مقدرات البلد من الزراعة المطرية فتربو من 500000هكتارا وفق ماتداوله حجيج مدن تمبدغة وتامشكط وروصو، وامبود، وجول،خلال السنتين الماضيتين حين تسابق رجال الأعمال والسياسيين إلى ا و التبرعات وتوعد المواطنين بإستئصال الفقر وإقتلاعه من جذور بلد المليون فرصة للغناء إلا أن مقاومة سبل " الفقر" أقوى من "عزائم" دحره فمثلا في تفتيش ل 60مليارا، _ تفتيش جزئي - من قطاعات متتعدة السنة الفارطة،سجلت فرق التفتيش اختلاس أكثر من مليارين أوقية،لا يهمنا الإجراءات ضد فرسان " التشعشعات " بقدر ما يهمنا تنقية الإدارة من معيقي تسلق سلالم التطور والنماء وهذا ما جعل الفضاء السمعي البصري يعج ضجيجا بمشروع جسر مدريد" وهو لم يكتمل بعد في الذكرى ال63من إستقلال البلد، الذكرى ال4 لتولي فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لسدة الحكم في موريتانيا في وقت لا صوت فيه يعلو من أزمة البصل والعجز عن تحقيق الإكتفاء الذاتي رغم الدعم السياسي من كل الأطراف السياسية، ونعمة الإستقرار، وارتفاع سقف الميزانية التي بلغت حاجز الألف مليار ومائة مليون أوقية .
ندرك جميعا حسن نوايا فخامة رئيس الجمهورية، بمنحه حرية التصرف للوزراء، وأعوانهم في تسيير قطاعاتهم حتى تتحقق الغايات والأهداف الكبرى في المجالات ذات الصلة بحياة المواطن، من صحة وكهرباء ومياه وصرف وطرق وتشغيل والرفع من القدرة الشرائية للمواطن إلا أن إنقطاع المياه والكهرباء من الأشياء لا تطيل مشاهدتها عن المواطن في المدن والأرياف أما الصرف الصحي فإن اجتياح السيول لمدن الضفة وأجزاء كبرى من العاصمة في فصل الأمطار، وكذلك مدن الشمال والوسط، انبيكة و أطار و ألاك و الطينطان يؤكد التناقض الواضح بين كرنفالات إحتفاليات الذكرى ال4 مع ماهو جاري على أرض الواقع.
نعم، رئيس الجمهورية حسن النوايا، بتحميله أعضاء جهازه الإداري حرية التصرف قصد الوفاء بالتعهدات التي قطعها على نفسه، ولكن، المسؤولية لا تتجزأ، فهو المعني الأول والأخير عن الأداء، وبالتالي فإن استجداء الوزراء بالوفاء فيما تبقى من برنامج أولوياتي الموسع _ وغيره _ في الذكرى ال4 ولم يبق إلا سنة غالبا ما تكون سنة إعداد للإنتخابات الرئاسية المقبلة كالعادة،يفرض إعادة المسك بنظرية مركزية القرار، لأن تعدد اسناد المهام من خصائص الحوكمات التي تجاوزت كل العراقيل ،وعليه بما أن موريتانيا غالبا ما تضعها مؤشرات التنمية الاجتماعية الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة والهيئات المستقلة الدولية في ذيل الترتيب فإن يجب بل ومن الضروري إتخاذ فلسفة اصلاحية مغايرة بدرجة 360عن ماقبلها فالظروف صعبة أشد الصعوبة وهذا ما يتأكد يوما بعد يوم عن طريق جحافل الهجرة إلى أمريكا والخليج بإعتبار أن السوق المحلية طاردة ولا من مشاريع عملاقة تمتص البطالة أو ترتفع من القدرة الشرائياتية للمواطن في ظل أزمات دولية تتناسل من حين لآخر مرة عن بعد ومرات أخرى عن قرب وكل أزمة تلقي بظلالها علينا وحوالينا و مصدر قوتنا يعتمد على المساعدات الخارجية من هدايا وديون والمصادر الداخلية لم تنعكس قليلا ولا كثيرا لا على البنية التحتية ولا على العمال ولا على امتصاص البطالة حيث يتأكد للرأي العام خطورة اتساع البطالة والفقر إذ أبان الصراع على 235مقعدا في امتحان المدرسة الوطنية للإدارة والقضاء في حلبة 50000 مترشحا خطورة الموقف.
الآن طبول الحرب تقرع في منطقة الساحل حيث الإرهاب وبوكو حرام وفاغنير والساحة في تنافس محتدم بين فاغنير الروسية والقوى الإمبريالية التقليدية والجديدة فما عسانا نحن فاعلون في مناخ ملوث إقليميا حيث سبق وأن ذاق رعايا من موريتانيا الخطف والقتل في مالي التي بها قوات فاغنير الروسية والحالة الأقتصادية غير مبشرة والأمال معقودة على وجوه سبق وأن قدمت مابوسعها ولم ترث عن نفسها سوى تراكمات من المشاكل الإقتصادية والاجتماعية غذت الصراع الجهواتي والقبلي والفئوي مع تنامي البيروقراطية بشكل رهيب مما وسع الهوة بين الطبقات العمالية والمكونات الإجتماعية من جهة أخرى .
إن إحتفالية الذكرى ال4 جاءت في ظرفية خاصة، منطقة ملغومة، متفجرة بالصراعات ويهيمن عليها الفقر، وتعاني من تدخلات أجنبية، لا يأمن ويؤمن منها غير محاربة الفساد، وترسيخ العدالة الإجتماعية،وإلا فإن التداخل الإثنياتي و الهشاشة الإجتماعية والأطماع الخارجية تبقى مواد جاذبة لدخان التدويل وعليه يجب استدراك الموقف عن طريق بطانة تعي مصالح الأمة أكثر من مراعاة مصالحها الخاصة وهذا ما أبانت عنه سيرورة كشكول النهوج التي لم تحقق إلا الخراب في المنطقة الغرب إفريقية والساحل .
شعوب العالم الثالث تتجسد في شخصية القائد، لذا في الوقت الذي تقرع فيه أجراس المأمورية الثانية وطبول الحرب في نفس الوقت في دولة النيجر إحدى دول الساحل الخمس، من الأحسن أن يرتدي رئيس الجمهورية ثوب زراعة الخضروات والزراعة المروية لأن مزارع تامشكط و تمبدغة وامبود وروصو وبوكى وكيهيدي وغابو وكرمسين واركيز وتامورت انعاجة وبحيرة محمودة وفم لكليته عجزت أن توفر الغذاء لساكنة لا تتجاوز أربعة ملايين نسمة رغم الدعم الفني والمالي من الشركاء الدوليين.
حفظ الله موريتانيا
محمد ولد سيدي كاتب صحفي