الأجواء الساخنة و المستقبل المنظور - رأي حر

أحد, 06/11/2023 - 18:33

تعيش البلاد هذه الأيام على وقع أحداث كادت تلحق موريتانيا بالدول التي تشهد حالات من العنف ،وماكادت تنجلي رياح الحالات هذه حتى صدر تصريح من العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو أحدث فيه شرخا للمعطيات التاريخية المتعلقة بالنسيج الإجتماعي .
تماسك النسيج الإجتماعي يعني تماسك الشعب، وتماسك الشعب يعني تماسك الدولة، ولعل قوة الروابط بين المكونات حالت دون غرق السفينة في بحر من الأوحال.
قبطان السفينة لا يسعون إلى إغراقها فهدفهم الوصول بها إلى بر الأمان غير أن مسار التيارات يفرض تارة الأسوأ ومن هذا الأسوأ التجاهل لمعطيات المناخ، قاعدة تغلي ،ومستاءة، من صعوبة الحياة،خلافا لوعود خطاب الترشح، وخطاب وادان، و وثيقة جول، حيث وجد المناخ الداعم للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مالم يتحقق للرؤساء السابقين.
بيد أن نتائج الاستحقاقات الأخيرة قلبت الكفة. أيضا رأسا على عقب فأعادت المعارضة الى سابق عهدها ما سيفتح سخونة بعد برودة لم تحركها عواصف ارتفاع الأسعار، ولا تهريب الذهب والعملات الصعبة ولا العبث بجسر الحي الساكن.
هذا التجاذب و الملل من الروتين و تقارب الأحداث التي هزت الكيان والساكنة معاً أفرزت عدة تساؤلات وردت في تغريدة السيد سيدي محمد ولد بلعمش ،ثلاث عبارات منها تحتاج إلى وقفة :
1 _ بطانته القريبة :
لايوجد أقرب للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أو أي رئيس آخر من موالاة الكتاب، لأنهم وحدهم من يحتكون بالمجتمع ويسوقون أفكاره وتصريحاته لعامة الناس ويدافعون عنها بأقلامهم ومقابلاتهم في الإعلام المحلي والدولي بغض النظر عن قرابة الدم والنفوذ وأشياء أخرى، وبالتالي على صحفي مهني ،ويعي معنى المهنية كما يعي معنى القرب من المواطن، وأهمية الوطن، والحق والحقوق ، أن يبين للرأي العام ،وللرئيس مايجب أن يكون وما لا يجب أن لا يكون فقد مسنا الضر من الفساد الإداري على مدى العقود الماضية ،فالسبق في نشر الأخبار المتعلقة بفساد العشرية، يجب أن يواكبه نشر عن الإختلالات الجمة في إدارة سوق للرأي العام أنها ستكون إدارة تعمل بعقلية ألمانية ،ولكن...هيهات، و هيهات..
2 _ تمديد حالة الملل :
الوقفة الثانية إشارة واضحة إلى ضرورة تغيير الوزير الأول السيد محمد ولد بلال، وحالة الملل من طول التمديد له، كلنا يدرك أن الرئيس في العالم الثالث هو الديناميك المحرك لكل شيء ، بقي ولد بلال، أو جيء بأحد آخر مكانه فإن ذلك لا يغير من المعادلة في شيء، لأن ولد بلال حل محل ولد الشيخ سيدياء، وظل الركود سيد الموقف مما اضطر فخامته إلى الإجتماع بجهازه الإداري قاطبة في قصر المؤتمرات واستطرد لهم كافة الإختلالات، الإدارية في قطاعاتهم وطالب العاجزين بتقديم استقالاتهم أو إقالتهم ،وغالبا ما نسمع عبارة الرئيس غاضب ،ومسح الطاولة ،و تبقى الوتيرة كما هي، هدوء و ضجة ومظاهرات شعبية وقطع للأنترنت.
3 _ وزير أول محبوب ..
بلغة أهل لخيام،وزير أول محبوب، أن يكون من أسرة كبيرة ...
يجمع الموريتانيون أن عقبة حكومات ولد الشيخ الغزواني هي تدوير الوجوه القديمة إلى درجة القول أنها مزيج من حكومات الماضي وبالتالي اعتمدت على المقاربات القديمة التي لا تتماشى مع تطلعات المواطن الموريتاني وهذا ما انعكس بشكل جلي في الأداء رغم تضاعف الميزانيات 2022و 2023 فضلا عن سحب المساعدات الدولية ناهيك عن التضييق على الحريات العامة يضاف إلى ماسبق عدم إعطاء سياسة محاربة الفساد جدوائيتها على مناخ الأعمال والإنجازات على أرض الواقع، لذا تأخر كثير من مشاريع الخدمات عن التنفيذ وفق الآجال القانونية.
الظرفية العصيبة التي تمر بها البلاد جد ملغمة محلياًوعين القوى الكبرى على واقعنا لذا النسيج الإجتماعي بات مهددا أكثر من أي وقت مضى فالمجتع العربي الذي تجاوز إشكالية الهوية منذ ميلاد الدولة المدنية الحديثة وجد نفسه اليوم مقسم إلى قسمين العرب / ازناكه، لما في ذلك من مخاطر داخل البيت الجامع للناطقين بالحسانية ،بصرف النظر عن التباينات في الألوان والألسن ،حيث أدى الوعي الحضاري إلى وعي شرائح ظلمها المجتمع ك لحراطين خاصة ناهيك عن لمعلمين مما غذى الخطاب الشرائحي وهنا تكمن المفارقات حيث تقام الحفلات الرسمية للمنتمين لحزب الإنصاف من حركة إيرا في وقت يصنف الإيراويون على أنهم عملاء وخطر على الوحدة الوطنية.
ماعليه القول أن تغيير الوزير الأول ليس هو الحل للمشاكل المطروحة وأبرزها الإستغناء عن منتجات الآخر في مجال الغذاء، ومايهم المواطن هو التغلب على كل مايعيق تنمية البلاد إنطلاقا من خطوات عملية سريعة المعطى مواكبة للدول المحيطة بنا على الأقل ولا نتكلم عن مالي وإنما نتكلم عن المغرب والجزائر ناهيك عن دول أخرى بدأت تكتب حقبة من النجاح والتطور .
مايهم المواطن هو التغلب على الإنقطاعات المتكررة للمياه والكهرباء وإقامة بنية تحتية جميلة تبعث الأمل في نفوس المواطن حيث إذا تساقطت 50 مم لم تشل الحياة في نواكشوط ولا في أية مدينة أخرى.
مايهم المواطن الخروج من هكذا وضعية أقلية مستفيدة ، وغالبية يطحنها الفقر والتخلف وهذا هو أخطر مرض يهدد اللحمة الوطنية ...
ملتمس تأييد !!
لأول مرة في تاريخ الجمهورية نظمت الطبقة الكادحة مسيرة تأييد لوزير وهذا مخالف للأعراف السائدة للمنظومة المتحكمة فهذه الأخيرة درجت على تنظيم مسيرات داعمة للأنظمة الحاكمة قصد المحافظة على مصالحها الضيقة، أما مسيرة الكادحين من أجل لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة فجاءت دعما لجهود وزير الصحة السابق نذيرو،ولد حامد ضمن خطة إصلاح نظام الصحة العمومية، وتأييد وزير يعتبر تأييد للنظام ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن أقيل نذيرو مهندس الإصلاح وحل محله جمركي بينما لم تنظم مسيرات داعمة لإصلاحات أي وزير آخر وهذا دليل قاطع على أن المواطن الموريتاني المسالم لا يهمه الحكم، ولا المعارضة، ولا الموالاة، بل همه الوحيد هو خدمة عمومية متوفرة بجودة عالية وحسن أداء بعيداعن الرشوة والمحسوبية .
قد يكون هناك متسع،للتدارك، لأن ولد عبد العزيز أنجز من الإنجازات مالم ينجز قبله ،هاهو تتقاذفه المحاكم وهو السلطان الذي كان الكل يخشاه.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي