عن ذكرى 12/12/1984- ميكانيزمات مازال صداها معيقا للتنمية " إفتتاحية اركيز انفو

اثنين, 12/12/2022 - 11:02

يقول كاتب فرنسي:
إن أسوأ حكم مدني أفضل بكثير من أي حكم عسكري... ولئن كانت ثمت استثناءات إلا أنها قليلة جداًّ .
وقبل الغوص في أغوار الحدث التاريخي، ذكرى 12/12/1984م و ماصاحبها من مآسي فإن تجربة الصين بنظام الحزب الواحد أفضل في كثير حالات من التجارب المدنية المتعددة، كما أن التجربة الرواندية ذات الخلفية العسكرية، أفضل هي الأخرى وفق المعطيات " الميدانية " من تجارب مدنية لم تأخذ طريق الإصلاح المنشود بعد .
ويرى خبراء أن أي إنقلاب عسكري، يعود بأي بلد إلى عشرين سنة إلى الخلف، ووفق الأرقام، في زمن التطبيقات والأقتصاد الرقمي فإن موريتانيا شهدت مسطرة طويلة من الإنقلابات على مدى الستة عقود الماضية وإليكموها باليوم والشهر والسنة:
إنقلاب في ....10-07-1978
إنقلاب في ....03-06-1979
إنقلاب في ....04-01-1980
إنقلاب في ...12-12-1984
إنقلاب في ...03-08-2005
إنقلاب في ....05-08-2008
المشترك في هذه الإنقلابات هو العمل بنفس الأدوات والميكانيزمات - وربما نفس الأفراد - فأساطين الهياكل، هم أنفسهم أساطين حركة 12/12، و هم أنفسهم أساطين الحزب الجمهوري وصقور الحزب الجمهوري هم أنفسهم صقور حزب عادل وأساطين حزب عادل هم أنفسهم أساطين حزب الأتحاد من أجل الجمهورية وأساطين حزب الأتحاد هم أنفسهم أساطين حزب الإنصاف، وهكذا دواليك...
ذكرى12/12/1984، مازلنا في تداعياتها السلبية:
قوافل المبادرات....
الأحلاف القبلية....
الغبن والإقصاء والتهميش...
التباعد بين المكونات الإجتماعية والتجمعات السكانية والجهاتية...
عدم الإستقلالية عن الآخر في المجال الغذائي...
ضعف الخدمات الأساسية....
تدني الأجور.....
إرتفاع المديونية...
إثقال كاهل الدولة بالنفقات الغير مجدية، مثل كثرة المجالس العليا...وغيرها.
عشرين سنة أمضاها معاوية لم تكن سلبية بالمجمل فقد أنفق الملايير في التثقيف والتعليم والصحة وجاء بمشروع الأتصالات ودور الكتاب ووزع القروض على حملة الشهادات والمزارعين...
يمكن أن أخذ العبرة من معاوية فقد ابعده التطبيل الأعمى وقلب الحقائق حتى تقاذفته أجواء الدول من غامبيا وانيامى والسعودية إلى دولة قطر بينما كان جلساءه من المدنيين حملة ألوية الوحدات القاعدية و المسيرات في طليعة المؤيدين لإنقلابات 2003و2005 و2008 م
سجل يا تاريخ أن كثرة الخسائر المادية والبشرية خلال عشرين سنة لم تعوض بعد وسجل ياتاريخ أن الأمم بقادتها ،ففي أقل من عشرية حولت دول مأساتها الى نهضة شاملة تدرس في أرقى الجامعات الدولية بينما مازال ربان الهياكل يرسون بسفينتهم على شواطئ من الرمال المتحركة والصحاري الجرداء رغم أن البحر منحهم كل مايملك، والصحاري كشرت لهم عن مخازنها، ولكن...هيهات ،من مهاتير أوتشافيز أو كاغامى أو اردغان ...
إنطلاقا من قائمة الإنقلابات الآنفة الذكر ونسبية الإستقرار وخطورته على البلد وتلون الطبقة الأستقراطية النافذة فإن الأسوأ يتمثل في عدم استثمار الإستقرار بشكل أفضل خاصة أن الظروف الدولية باتت أكثر من أي وقت مضى تفرض تكريس مفهوم السيادة الغذائية بعد جائحة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا،فهل من مؤشر يدل على أننا نسير على نفس الرؤى الدولية القائمة على التنافسية والتمكين والإقلاع وفرض الذات ؟