الحكومة أخذت دور الأئمة في محاربة البذخ " افتتاحية "

اثنين, 07/25/2022 - 12:49

البذخ يساوي الفساد، والفساد الإداري هو بذخ آخر، لكنه، ، يقتصر على النخبة،لذا فإن بذخ النخبة،في الإدارة هو المعطل لنمو البلد، ففسدت الطرق، والمنشآت، والجسور، وتعطلت البرامج والخطط، حتى صار الممنوع، مباح، والمختلس بطل قومي، تنشد له الأشعار، وتنحني له الوجوه،وتتباشر الناس بقدومه أنى حل وارتحل...
أما البذخ في المناسبات الإجتماعية فهو ظاهرة تؤرق جميع الشعوب،بما فيها الشعوب المتقدمة، أما الشعوب المتخلفة فإن الظاهرة تتسع فيها أكثر، وشعب المليون شاعر على رأسها ، تلك التوجيهات النيرة، لن تتخطى بلاغات عبر الأثير،و ملتقيات بين رؤوس الإدارة وقواعدها، وصور، وتغريدات تفنن أصحابها في التكيف مع ضعف الأداء، وكثرة الضوضاء ،فغابت البرامج الناجحة عن أعين الشعب، وتدنت الخدمات، وتعاظم تفشي البيروقراطية،وتوسعت دائرة الفقر وعم الخراب حتى إذا ضاقت الأرض ، على الحكام، بفعل الفساد، رغم كثرة، النعم التي تتفجر من كل زاوية من الوطن، جددوا لهم الأحلام، بوعود ذهبية تعكس تطلعات المطحونين والأغنياء والعلماء والجهلاء والشيب والشباب وكأن البلاد ستتحول الى جوهرة في وقت وجيز، ولكن، هذه الأحلام سرعان ما تخيب آمال الملايين ،لتعيد الكرة مرات أخرى، في نفس الطور، ونفس الريتم...هكذا نحن، أو لا نكون... ففي كل تساقط للأمطار...تدعم إشارات المرور، بمستنقعات، واتوامرت، تزيد من وطأة زحمة المرور، سواء في وسط العاصمة نواكشوط، أو في أطرافها، وكذلك الحال في بقية المدن، فيتحول فرح الناس بالرحمة الى آلام وعذاب من الوحل يزيد من تراكم الأوحال الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفكرية والحكامة الرشيدة، لقد أخذت الحكومة مشكورة دور الأئمة في تبيين مخاطر البذخ في المناسبات الاجتماعية، إلا أنه على الحكومة أيضا أن تقضي على ظاهرة الفساد وتفشي الوجاهة وتدوير من عجزوا أن يقدموا الأفضل...بالمقابل على الأئمة أن يواكبوا الحكومة في محاربة الفساد والغلول، والدعوة الى ترسيخ ثقافة المواطنة الحقيقية والحكامة الرشيدة ويوضحوا الإختلالات التي تزيد من التباعد بين المكونات الإجتماعية....
محمد ولد سيدي- اركيز انفو