ستنتصر العدالة في آخر المطاف!!

اثنين, 07/04/2022 - 22:59

يرى بعض المؤرخين أن حقبة الجاهلية تمتد الى 150 الى 200سنة قبل البعثة، وفترة الظلامية هذه، التي تستباح فيها الدماء، ويتم وأد البنات، والسلب، والنهب، والتحالفات لأتفه القضايا ،ليست سلبية كلها.
فقد أخذ عن أهل الجاهلية، الشجاعة والكرم، والنبل، والصدق، وليس المجون والخلاعة واللصوصية بالمجمل .
فقبل أن تسقط صحافة الحواضر من المحيط الى الخليج، ومن بلاد مابين النهرين، الى الشام، أجمل الألقاب على قادتها، نظرا لما يحمله اللقب من مثل إنسانوية، كان مجتمع " الصعاليك " قد سبق الى هكذا أوسمة، ويعد عروة بن الورد أول من رق قلبه على الفقراء والمحتاجين، فكان يضرب الكمائن، في الشعاب، ويسلب الأغنياء، ليطعم الفقراء الذين يعيشون في العراء وهم الدعامة الأساسية في المجتمع السيباتي.
يقول عروة بن الورد رائد مدرسة الصعاليك:

لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ

مصافي المشاشِ، آلفاً كلَّ مجزرِ

يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة

أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر

ينامُ عِشاءً ثم يصبحُ ناعساً

تَحُثّ الحَصى عن جنبِهِ المتعفِّر

يُعينُ نِساء الحيّ، ما يَستعِنّه

ويمسي طليحاً كالبعيرِ المحسرِ.
أما الشنفري فيروي عن حياة أضرابه :

أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
2- فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ
3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
4- لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
5- وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون: سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ
6- هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ
7- وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ
8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ
9- وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ
10- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ

في عصر الإنحطاط، وغياب الدولة المركزية، سادت بعض الخصائص الجاهلية في مختلف الأقاليم الإسلامية، وفي عصر الحداثة، والثورة الرابعة، الرقمية.
من السلوكيات الجاهلية الثانية، استباحة، بعض من لم يرضعوا الشرك وعبادة الأوثان، للمال العام، حتى قال قائلهم:
الل اتول ش ظاكو !!
قانون الغاب هذا، يتنافى مع الدساتير الكونية، إلا أن المؤمنين به، أبطال من خارج حلبة الإخلاص، والتقى........
في المجتمعات التي تعاني من الأمية الثقافية من قبيل " الل اتول ش ظاكو " ،وحديث الساعات اليوم، والأيام، والسنين، الماضية، بين نهب واختلاس وميل لفلان، وتجاهل فلان ،وهم في " لعق" صناديق الإعمار، والتحصيل سواء.....
مهما يكن فإن أي تجاوز عن جادة الطريق، مدان جملة وتفصيلاً، ويتعارض والأعراف منذ فجر الحضارة، والأدهى والأمر، أن يطغى الظلام على من تنورت قلوبهم بالإيمان والطاعة والوحدانية ،والأدهى والأمر، أن تأخذ شعوب مشركة، من الأدبيات الإسلامية مايمكنها من بناء بلدانها، الى درجة البحث عن حياة بديلة عن كوكب الأرض ،فعملوا بقواعد :
من أين لك هذا؟ و يظل المتهم بريئاً حتى تظهر إدانته؟ ولا عذر لأحد في جهل القانون؟ والقصاص أحياناً،كما في أمريكا بالنسبة للقاتل المتعمد؟ والعدل أساس الملك؟
هناك أطلال من الجاهلية، كلما استقام الشخص، كلما تحرر منها، و تعتبر النوادي الليلية، و فيلات الإيجار، أماكن خصبة، للشذاذ، كما أن تشعب ظاهرة المخنثين في المجتمع من العيوب الإجتماعية في المجتمعات التي تدعي المحافظة.
في مجال الحكامة، لاتوجد دولة، كبيرة، وأخرى صغيرة، فالفيصل هو تطبيق القانون على أي كان مهما كان صراخ المجتمع الدولي فقد هزم السلطان محمد البلقية، أساطين حضارة الشرك والضلال، عندما طهر بلاده، سلطنة بروناي، من المخنثين قائلاً،للإمبريالية العالمية، ومنظماتها الماسونية عبارته المشهورة: "الشريعة أخبر "...
بالمختصر فإن الخير أكثر من الشر،إلا أن قليلاً،من الفساد في نخبة النخبة، وعصارة المجتمع، يلقي على المجتمع طقوس، الغبن، و الفقر والجهل والأنانية والتعلق بالآخر، وهذا هو الخسران المبين.
ستنتصر العدالة في آخر المطاف، طال الزمن، أو قصر...
محمد ولد سيدي كاتب صحفي المدير الناشر لموقع اركيز انفو