وزارة التعليم، التربية، التهذيب..الفرق بين المضامين- محمد ولد سيدي

أربعاء, 08/12/2020 - 21:49

الفرق شاسع، ومتقارب، في نفس الوقت، مرادفات يحل بعضها محل الآخر،إلا أن أهل الإختصاص في مجال البيداغوجيا أجمعوا على أفضلية " وزارة " التهذيب " الوطني، فالتهذيب أقرب هو للأدب، والأدب هو التمكن، وكلاهما يدخل في موضوع الأخلاق، والأخلاق هي فعل مايجب أن يكون، مما لا يتنافى مع الفطرة السليمة، وهذا ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: أدبني ربي، فأحسن تأديبي " حديث شريف.
حتى من ناحية مدلول الكلمة " التهذيب " فإنها تحمل شحنة لغوية وازنة لا يدركها إلا اللسانيون، رحم الله الدكتور يحي ولد محمدن الشقري/ الحسني أستاذ مادة اللسانيات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية فقد كانت دروسه أعذب من الفرات، ولا يملها الطلاب.
كما علق خبراء في التربية، من مصر، و العراق، على جودة إسم وزارة " التهذيب " على بقية التسميات الأخرى التي لها علاقة بالتعليم، كما أشادوا بكتاب التلميذ ، للسنة الأولى الإبتدائية .
ويتضح دوميناسيون إسم " وزارة التهذيب الوطني " على بقية التسميات الأخرى من خلال تخبط الحكومات المتعاقبة، في محاولة إصلاح التعليم، فأحيانا يختارون وزارة التعليم الأساسي، وأحيانا أخرى وزارة التعليم الثانوي والمهني، وبعد عقود تلو الأخرى، يرجعون الى الإسم الأول وزارة التهذيب الوطني.
المشكلة المطروحة للدولة الموريتانية، ليست في تهذيب الصغار، فحسب، فأولئك قابلون للعلاج، والتكوين، المشكلة المطروحة للدولة الموريتانية، هي في تهذيب الكبار، من يختلس، أموال الشعب، من يدمر إقتصاد الشعب، من يسرق أموال الأمة، ويعوق بناءها، ونهضتها، وتقدمها، إنهم الكبار الذين لم يستوعبوا دروس من علموهم، فلم يدرسوهم إباحة المال العام، ولا جواز السرقة، فقد درسوهم الحلال والحرام والقانون، فلم يعملوا به...فكانت الخسارة، خسارة العقول، وخسارة الوطن بأكمله...وانحدار المدرس في سوق المجتمع المريض ،فوزارة التهذيب الوطني تحمل أكثر من معنى، وأشمل من ناحية الدلالة، والتركيب معاً ، التهذيب/ الوطني، فالمجتمعات الأكثر تهذيباً،أكثر وطنية، والمجتمات الأكثر وطنية، أكثر تهذيباً ،كل من زار الغرب، والشعوب المتحضرة، سيشعر بداهة أننا نحتاج الى معرفة التهذيب أكثر من أي وقت مضى.
ومن جمال تسمية وزارة التهذيب، أنها جاءت موافقة، لكتاب " تهذيب التهذيب " لأبي حجر العسقلاني في مجال علم الحديث الشريف.

.