يكفي من الإقناع..النجاح! محمد ولد سيدي

جمعة, 05/22/2020 - 03:04

الكلام شيء ،والفعل شيء، بعضهم أوتي فن الخطاب، والقدرة على التلاعب بالكلمات لفظاً ومعنى، تحسبه قس بن ساعدة الأيادي ،أو الحجاج بن يوسف الثقفي، أو أبوحيان التوحيدي، أو بديع الزمان الهمذاني، أو ديلول...ولكن، يبقى الكلام كلاماًمالم يتجسد على أرض الواقع...
الصور الثلاثه ليست إلا شانتيوهات من حقول وبحار وعروق شتى من الثروات بعضها عائم كالحوت، وبعضها، في القاع كالنفط والغاز، وبعضها على اليابسة، يتنافس على الخروج، وبعضها خرج الى الوجود، وبعضها مازال ينوي الخروج، ولكن، الى أين؟؟؟؟ فما خرج، لم يقنع السكان الذين يبيت بعضهم معصوب البطن ،رث الثياب، لايلوي على شيء، تحرق وجهه الرمضاء، ويفترش الأرض أحايين كثيرة، وأحياناً يقتات على آثار النمل في مثلث الفقر، وفي آدوابة ،وشمامة، حدث عن الجهل والتسكع والفقر المدقع ...
محيط غني بالأسماك، ومع ذلك، سمكة يايبوي تعادل صفحة من غولد ١٨ !! عصية على الفقراء الذين لا دخل لهم...
أرض تكاد تكون طبقة معدنية واحدة بجبالها وسهولها وهضابها ورمالها...
سهول زراعية تمتد على الشريط الجنوبي بطول ٦٠٠ كلم تمر على أربع ولايات هي اترارزة ولبراكنة وكوركول وكيديماغا ،ناهيك عن المساحات الزراعية الشاسعة في اتوامرت و مناطق الواحات...
هذه النعم، توازيها نعمة أخرى،تتمثل في: قلة السكان، ووحدة الديانة، ووحدة المذهب، ومع هذا مسمى عمال أقل من مائة ألف بما فيهم عمال الدعم المتعاقدين في مختلف الوزارات حسب بعض المصادر الموثوقة ومع هذا أيضا لطالما احتج عمال الصحة والتعليم وغيرهم من أجل مراجعة شاملة لحقوقهم..
كل هذه الأثقال ليست من ذنب الحكومة الجديدة، ولكن، عليها أن تقيم الإعوجاجات بسرعة - كما وعدت- قبل كورونا، وبعده، وإلا فلا مكان للإقلاع إلا بالعجز، والعجز فقط...موريتانيا موطني، أعشقه أيما عشق، عنه أدافع بالسيف والقلم وذلك أضعف الإيمان ، وأصور آلامه بالحجر، والحروف، شعرا ونثراً...إنه لمن الخجل أن تنهض شعوب بلا موارد، وشعوب بمواردها، ويبقى شعب الموارد المتعددة، معادن، زراعة، صيد، نفط وغاز يرزح تحت الفقر...
اين المدينة الصناعية، أين المدينة الثقافية، أين المترو، اين الجسور، اين الأبراج...
الثورة الرقمية غيرت المعطيات، وقلبت الموازين، وللتكيف معها لابد من فك جميع الشفرات، والتغلب على جميع المعضلات عندها، سنأخذ جزءا من قطار التنمية الشاملة...