الوحدة العربية في مهب الريح..محمد ولد سيدي

أربعاء, 05/20/2020 - 22:47

صورة الخريطة باللون الأخضر الجذاب الذي يبعث الى الأريحية و الهدوء، ولكن الواقع، جفاف وحطام ونيران ودخان ومجاعة هنا وهناك وصراعات وفتن سواء في دول المركز أو دول الأطراف ...
السبيل الوحيد للوحدة هو صناديق الإقتراع، وحكم الشعب بالشعب، لابحكم القبائل ولا المشاييخ ولا بحكم العسكر تتقوى دولة، أو ينجح إتحاد.
جامعة الدول العربية سبقت السوق الأوربية بإثنى عشر سنة، توحدت أوروبا القوميات نقدا وشعارا وتأشرة وفتحت البر والبحر والجو أمام حركة البضائع والأشخاص وقفز السوق الوليد في غضون ثلاثة عقود من ست دول الى مادون الثلاثين دولة، أي بزيادة ٧ دول على جامعة الدول العربية...
نجح أعداء الأمس الألمان والإنفرنج وسائر الدول الكولونيا الى تحويل عدائهم الى أخوة و تعزيز الروابط الإجتماعية والإقليمية في القارة العجوز وتحول السوق الأوربية الى قطب إقتصادي فعال ومؤثر في العالم بينما يتصارع فرسان الصحراء في القضاء على بعضهم البعض احتلال الكويت، والثورات المضادة، وتمويل الإرهاب، والصراع بين السنة والشيعة..
مازالت جامعة الدول العربية في طور النشء وهي أوهن من بيت العنكبوت فقد أخفقت في حل الصراعات البينية، وفشلت في الهدف الذي أنشأت من أجله وهو الوحدة العربية وتحرير فلسطين، الذي تحول الى جرح غائر، يوم سقطت ورقة بسقوط اللاءات الثلاثة من دول المركز والأطراف حتى من الخرطوم نفسها حيث كان ميلاد اللاءات الثلاثة لا اعتراف، لاحوار، لا تنازل عن شبر من الأراضي العربية المحتلة حتى تتحرر القدس...
ورغم أن عوامل الوحدة حاصلة بالفطرة، اللغة والأرض والدين و الثروات الكثيرة والمتنوعة فإنها هذه النعم تحولت الى نقم، وأحتلت الصحراء الكبرى التي تضم أكثر من ثلاثة مائة مليون نسمة ونيف من المحيط الى الخليج من قبل الفرس والأتراك واليهود وتحولت إسرائيل المغتصبة للأراضي العربية الى شريك إقتصادي ودفاعي، وأصبحت العلاقات معها تأخذ مناحي متعددة تجارية ودبلوماسية وثقافية...
الوحدة العربية حلم تبخر مع الرعيل الأول لأن الأساس الذي نشأت عليه الجامعة لم يأخذ مسارا مستقيما قط وبالتالي لم يستطع البيت المعوج أن يقف أمام عاديات الزمن...
لقد تلاشت الوحدة العربية منذ احتلال العراق و ظهور الحركات الجهادية وقبل ذلك إتفاقية كامديفيد ،وأخيرا اعتبار المقاومة الفلسطينية" ارهاباً"...
واهم من يظن أن الوحدة العربية ستقوم لها قائمة عاجلا أم آجلا فالقادة الميدانيين ليسوا على إتجاه واحد بل يخوض بعضهم حروبا بالنيابة على حساب الآخر وعليه فالشرط الأول للوحدة هو الحرية والعدالة الاجتماعية و إختيار الشعب لقادته والفصل بين السلطات مادامت هذه التولفة غائبة فلن تكون وحدة ولاتضامن بل سنرى ميزيدا من التشتت والفوضى...