أمية المثقف أخطر على الدولة من كورونا- محمد ولد سيدي

سبت, 05/16/2020 - 10:37

الأخلاق، هي أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وخوفهم من المال وعدالتهم وحبهم لرعيتهم وحب الرعية لهم وأمنهم من الرعية وأمن الرعية منهم، لو أن فاطمة بنت محمدا سرقت لقطعت يدها...حكمت، فعدلت، فنمت...ولكم في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع المرأة والصبية الجياع درسا من دروس الحكم ...والتراث الإسلامي مليء بالحكم والتجارب والدروس في الأخلاق والعدالة الإجتماعية: قيادة أسامة بن زيد لجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم،قبول رسول الله صلى الله عليه وسلم لإستشارة سلمان الفارسي " كنا إذا خفنا خندقنا " ومرتبة بلال الحبشي بين بطون قريش من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين...
وفي عصر النهضة تعلمون جميعا ماقال الشيخ محمد عبده عن أخلاق الغرب والشرق...جئت الى الغرب فوجدت أخلاق المسلمين، الصدق،والعدالة واللطف ،وجئت الى الشرق فوجدت أخلاق الغرب، السفور والهوى والمحرمات بمافيها أكل المال العام وعدم العدالة الإجتماعية ...
لو سادت الأخلاق، لعم العدل، لذا فتطبيق الدساتير وفق ما هو مطلوب يعتبر امتثال للأخلاق، طالما أن القوانين لا تتعارض والأخلاق، أو هي كذلك، والدول التي تحترم منظوماتها التشريعية تسود فيها العدالة أكثر من الأنظمة الشمولية، فتركوا الحديث عن الأخلاق، فكيف يكون موظف بسيط براتب 300ألف أوقية يمتلك قصر كسرى ويركب سيارة من آخر موديل، نجد هذه الحالة الأغرب من كوفيد 19 تتكرر في سالف الحكومات المتعاقبة....أملنا أن تنقرض هذه الظاهرة الغريبة، وأملنا أن يصب دكاترتنا أقلامهم نحو إنارة الرأي العام...فالأخطر على الشعب، ليس الأمي الذي لايقرأ ولا يكتب، بل الأخطر على الشعب الموريتاني خاصة هو المثقف" الأمي " الذي يعرف الحقائق ويقلبها، فكل من يتولى مسؤولية عمومية أمي إذا لم يعمل بالقانون العام ويعدل بين الناس، لذا كل من أستجوبوا من قبل لحنة التحقيق البرلمانية وكل من أثبتت تقارير محكمة الحسابات والمفتشيات الوطنية تورطهم في عمليات فساد في فترة ولد عبد العزيز ومعاوية وسيدي ولد الشيخ عبدالله وهيدالة والمختار داداه واعل وولد الغزواني يعتبروا أميون...اتركوا الحديث عن الأخلاق، طالما أن بلدنا غني بالثروات، والثروات تنهب بشكل جنوني والشعب يضاهي الشعوب التي تعاني من حروب أهلية، كالصومال واليمن والسودان ومالي....