لاءات الخرطوم،،ماتت في الخرطوم- محمد ولد سيدي كاتب ومدون

اثنين, 02/10/2020 - 00:10

سيقاوم له تمثال، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، ليس في القدس، ولا تل أبيب، فقد يكون في مكان آخر من أعداء الأمس ،وأصدقاء اليوم ،نتنياهو ، فك الحصار عن إسرائيل، جوا، وبرا، وبحرا،زيارة هنا في المشرق العربي ، وأخرى هنالك في الوسط العربي ، ومن يدري فقد لانتفاجأ بزيارة لإحدى دول المغرب العربي ولكن ، مهما كان التخلي عن الثوابت، من الإخوة العرب ، يبقى أهل الوطن، والموطن الفلسطيني ، لاينحنون، ولا يرضخون، للصفقات، و لا الصفعات ، ولو تهاوى العرب جميعا دولة ، ودويلة، سيظل الفلسطينيون يدافعون عن أراضيهم بالحديد والنار حتى نهاية التاريخ،،،
لم تكن الطعنة الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي ،لقاء البرهان و نتنياهو،،،فقد كانت إتفاقية كامديفيد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن وانور السادات في 17/10/1978 بداية الترحم على اللاءات الثلاثة، ،، لقاء عنتيبي في أوغندا أحدث زلزالا بقوة ٩ درجات على سلم ريختير من المحيط الى الخليج، وما كان أن يحدث صدمة في الطبقة السياسية العربية ، فالبرهان، والزمرة الحاكمة معه، من الطبيعي أن يقبل مكرها ضغوطات مؤلمة مقابل منافع إقتصادية و إنفتاح على الخارج و أول المستفيدين من هكذا أجواء هي القوى الكبرى، و علمتنا التجارب أنه إذا ضاق الخناق على أي نظام عربي ، فإن إسرائيل هي الأكسجين، في تسعينيات القرن الماضي اخترقت إسرائيل المنطقة المغاربية، وأقامت سلسلة لقاءات سرية مع دول المغرب العربي بإستثناء ليبيا، وتطورت تلك العلاقات الى العلن في أحايين كثيرة حتى وصلت الى مستوى العلاقات الدبلوماسية.
في المشرق العربي، أدى المد الفارسي، والخشية من إيران، الى اللجوء الى تل أبيب خلال الربيع العربي ، والتعاون معها، إنطلاقا من"" عدو، عدوي، صديقي "" ،تبادل تجاري، وتعاون ثقافي، و زيارات متبادلة، و شراء أسلحة، وبرامج الكترونية.
لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان ليس هو الأول ولا الأخير، فقد زار أيضا سلطنة عمان، سنة 2018 م ،وقبله زارت اتسفي ليفني دول عربية أخرى .
ورغم مرور 53 عاما على ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ 29 ﺃﻏﺴﻄﺲ 1967 ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻋﺎﻡ 1967 ﺃﻭ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﻨﻜﺴﺔ تبنت جامعة الدول العربية ثلاث لاءات في القمة الرابعة لها :
ﻻ ﺻﻠﺢ ، ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ، ﻭﻻ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ...
إن تلك اللاءات، تبخرت، وصارت جزءا من الماضي ، وأصبح التطبيع والهرولة نحو إسرائيل، والشراكة معها، و اعتبارها صديقا وليس عدوا وفق رؤى أقطاب لها وزنها وكلمتها في المحيط العربي .
وتقول بعض المصادر التاريخية أن جذور العلاقات الإسرائيلية السودانية تعود الى عهد الرئيس جعفر نميري،بل وأبعد من ذلك في كينيا .
الأجواء في الساحة العربية، تقود إلى التطبيع ، الإرهاب، والخشية من سقوط الأنظمة الشمولية، والأزمات الإقتصادية، و الخوف من الحركات الإسلامية، والقومية ذات الطابع التحرري.
اللاءات الثلاثة، لا اعتراف، ولا تطبيع، ولا تفاوض ،وقعت في الخرطوم، و منها تم الإخلال بها...
ومادمنا رهائن لقوى تحررية توشك أن تنتصر، لكنها ماتلبث، أن تقمع، وأخرى صلبة، مدعومة دولياًّ ، فإننا سنظل نعاني، ونعاني من كل الويلات، قمع، وشتات، وفقر، وصراعات، وعداءات، و تحالف هنا، و آخر هناك، و تبقى القوى المحيطة هي المستفيد الأول، إيران، وتركيا، وإسرائيل.
لاءات الخرطوم، ماتت في الخرطوم!