عودة المغرب الى الأتحاد الإفريقي .. نصر أم هزيمة ؟

ثلاثاء, 01/31/2017 - 09:02

..< وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرلكم ...> 
 صادق الأتحاد الإفريقي بأغلبية ساحقة على عودة المملكة المغربية الى حضن الأسرة الإفريقية بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثة عقود ونيف .
عودة المغرب الى الأتحاد الإفريقي ليست نصرا دبلوماسيا بقدرما هي  تصحيح لخطإ مرير ارتكبته المملكة في حق قارة بكاملها ، حاربت ضد الإستعمار ، وناصرت شعوب الدنيا في فلكها الطامحة الى الحرية والإستقلال بما في ذالك جبهة البوليزاريو و تصلب جنوب افريقيا الحديثة نسبيا له مبرراته.
صحيح أن المغرب دولة لها وزنها في القارة الإفريقية مادامت تحترم بنود الأتحاد الإفريقي ، لكنها كذالك  - وبدون مغالاة - ليست إلا دولة من العالم الثالث سائرة في طريق النمو ، ومن افريقيا أيضا بل هناك من الدول في القارة أكثر منها وزنا كجنوب افريقيا ومصر ونجيرياو الجزائر و الحبشة و كينيا ...
صحيح كذالك ان المغرب من أهم الدول الإفريقية واكثرها استقرارا  ومن أحسنها تنمية ماجعلها قبلة للمستثمرين ،بيد أنها لم تخرج عن دائرة افريقيا في مؤشرات التنمية و حقوق الإنسان .
انسحبت المغرب من الأتحاد الإفريقي أو الوحدة الإفريقية سنة 1984  احتجاجا على قبول جبهة البوليزاريو ممثلا رسميا للجمهورية العربية الصحراوية و هاهي المغرب تكفر عن ذنبها وتعود طائعة مكرهة جنبا الى جنب مع من طردها من دهاليز الأتحاد الإفريقي ،لتعود الى الأتحاد الإفريقي من داخل قبة البرلمان المغربي وتوافق مكرهة على بنوده قبل أن ينقل الإعتراف الى أروقة عاصمة الأتحاد الإفريقي أديس أبابا .
خرجت المغرب من الأتحاد الإفريقي 1984  ولم يتفكك الاتحاد الإفريقي بل اتسع وازداد قوة و رصانة وقارع القوى الكبرى وتصارع معها وانتصر عليها في اكثر من مشكلة كفك الحظر على ليبيا و عدم تسليم المطلوبين من زعماء القارة الى المحاكم الدولية وهاهو الأتحاد الإفريقي ينوي الإنسحاب من محكمة الجنايات الدولية .
 انسحب المغرب من الاتحاد الإفريقي ولم ينجح في بديل فقد أخفق ملوك المغرب في الحصول على عضوية في الأتحاد الأوروبي ، والمنطق السليم لايقبل ذالك فأوروبا للأوروبيين وافريقيا للأفارقة ، وإن كانت مناورة أو من دواعي البعد الجغرافي فإن المغرب حصل على شراكة وامتيازات خاصة مع الأوروبيين و الإسبان على وجه الخصوص ، كان على المغرب أن لاينسحب من عضوية الوحدة الإفريقية آنذاك إنطلاقا من القاعدة التي تقول : يمكن أن ندخل أو نخرج دون أن نطرد أو نطرد ، فبإمكان المغرب ومازال أن يتشبث بأحقيته فيمايسميه الأقاليم الجنوبية دون أن ينسحب من محيطه القاري والوجداني .
الآن وقد عادت المغرب الى الأتحاد الإفريقي  ، بإجماع الأفارقة و لو بتحفظ البعض فإنه على المغاربة أن يدركوا أن سيادة الدول و مواقفها الفردية والجماعية يجب أن تحترم فالتاريخ لايمنح السيادة لدولة أو اقليم ولا يمنح الأحقية السيادية ولولا ذالك ﻷتبعت لبنان الى سوريا و الكويت الى العراق وغامبيا الى السنغال والمغرب العربي والشام والخليج الى تركيا ومراكش الى موريتانيا كوريث للمرابطين ، فالتحذف المغرب الجذور التاريخية من قضية الصحراء و لتتسلح بالمظومة الأممية عساها أن تجد مسوغ لحل مشكل الصحراء الشائك كي تسعيدها كليا أو جزئيا إذا ما تم إتفاق بشأن الخلاف حول الصحراء الغربية .
 محمد ول سيدي ..