ياقادة-العروبة ليست بالبشرة!

جمعة, 02/23/2018 - 09:18

 تنافس محموم  بين قادة سياسيين  حول  عروبة " لحراطين " والدافع طبعا استمالة ناخبي هذه الشريحة الوازنة  ديمغرافيا ....
العروبة لاينظر إليها من ناحية البشرة فحسب  : الزي ،واللغة ،والعادات ،والتقاليد في أوقات  الأفراح والأحزان قواسم مشتركة تجمع بين البيظان و لحراطين 
أما من ناحية الأصول أو الجذور التاريخية فالدراسات تختلف  ،فإذاما انطلقنا من ناحية البشرة فلا ترشح كفة هذا الطرف أو ذاك  ، ففي دول الخليج و العراق و اليمن و المغرب العربي من العرب ماهو أبيض و أسود ، فضلا وجود  قوميات مختلفة منها الأمازيغ و اليهود و الطوارق ، و فينقيين  ، بعضها ذاب كليا نتيجة ظروف قاهرة ، وقد وحد الدين  الإسلامي واللغة العربية بين هذه العناصر ،حتى اختلط العربي الأصيل ،بالأعجمي ،في هذه البقعة من العالم ، و المفارقات أن يرجع كل عنصر من هذه  العناصر في  بلاد السيبة إلى آل البيت ،في الوقت الذي مازالت بعض هذه العناصر ،تحافظ على لغتها الأصيلة ، فمادام لحراطين ،وكذلك البيظان والحالة نفسها في الخليج والمغرب العربي ومصر العضو الموحد والجامع هو القبيلة   ككيان واحد و متوحد يتجاوز حدود الدولة في حالات إستثنائية معينة ،فلا يعني سواد البشرة " أعجمية " لحراطين مادام بعض العناصر من أصول بربرية ، فالبربرية مازالت متجذرة في مسمياتنا ، و تشكل جزءا كبيرا من لغتنا التواصلية ...
إن عروبة لحراطين لاتقدم ولا تؤخر ،ولا يتم توثيقها من عمر أو زيد   ، وما ينطبق عليهم ،  ينطبق على غيرهم ،فالعروبة ، و أصول كل فئة معينة ، أو شعبا من الشعوب ،تحدده العوامل الجغرافية المتعارف عليها علميا فأنى توفرت تلك العوامل في شعب معين أو شريحة  معينة يتم انتماؤها إلى ذلك الشعب إذاماتوفرت العوامل اللازمة .
وأخيرا فإن لحراطين أو الجزء الآخر ،أو الطرف الثاني ،أو الأول من مجتمع البيظان لايهتمون بالعروبة كثيرا إنما المهم والأساسي عندهم  أنهم مسلمون قبل كل شيئ هدفهم الوحيد العيش الكريم في وطن بدون غبن أو تهميش  ،فلا للإستهلاك السياسي لعروبة " لحراطين "  ولا لركب الموجة ﻹنقاذ حزب من الإفلاس الشعبي .
التحرير

القسم: