أوسكار..الوطن/محمد ولد سيدي

سبت, 01/20/2018 - 08:21

يقول دينيس ليبهان :
الوطن ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ...
الوطن كلمة فضفاضة ،لكنها تحمل أكثر من دلالات متعددة ،فكلما له قدم له وطن ،أو سكن ،أو إقامة ، يشترك فيها مع جنس ، أو أجناس مختلفة من مخلوقات الكون ، وقد ينطبق هذا على الحيوان ،كما ينطبق على الإنسان نفسه ،ومهما يكن فأينما كان المولد ،والنشأة ،و الإقامة ،و الإستقرار فثمة وطن ،و مستوطنون ، قد تكون القوة عاملا من عوامل الكسب والهيمنة في الصراع مع المحيط الكياني في الوسط ،لكن هذه القوة - ولو كانت - أحادية في الميدان فإن الطبيعة تفرض عليها التعايش بشكل توافقي مع الآخر في وسط يسمى " بالوطن " وهنا يكمن الإشكال :
هل الوطن هو كما يراه السياسي كونه يضم العناصر الثلاثة ؛ أرض - و شعب - وسلطة ؟ وماهو الفقر بين الوطني و السياسي ؟
السياسي لا ينظر إلا إلى الإنتخابات و المكاسب الشخصانية ، و الوطني هو من ينظر إلى الأجيال كيف تتعايش وتنعم بالسلم و الإستقرار و تحافظ على ديمومتها و وحدتها و تماسكها و إنصهارها تمشيا مع قاطرة الزمن من أجل خلق نهضة إقتصادية و سياسية و إجتماعية و فكرية تضمن العيش و الصحة الكريمين لكل أفراد الشعب أيا كانت إنتماءاتهم السياسية أو الأيديولوجية و بدون النظر إلى الوانهم أو جهاتهم أو أحسابهم أو حتى عقيدتهم .
أوسكار ..الوطن
ليس بالضرورة أن تعيش في وطن ، و تكن " و طنيا " فإذا ما كنت " تريد لنفسك " ولا تريد " لغيرك " فأنت ، أنت ، إقصائي ، أناني ، لم تتوفر فيك أبسط سمات الود و المحبة والشرف و النبل بعيدا كل البعد عن الوطنية .
الوطن أو الوطنية الحقيقية لاتقاس بلون العين كأساس للتماسك و التعايش و الوحدة في مجتمع كتب له أن عناصره كلون العين ،بل من الوطن والوطنية أن نور هذه العين لايفرق " عمليا " بين هذين العنصرين في الوجود ، و النفوذ ،كما لايقيس هذا الوجود أو التواجد من الناحية الحسابية من الناحية الواقعية ؛مواطن من الدرجة الأولى ،و مواطن من الدرجة الثانية ،في حين أن القانون و المنظومة القانونية تساوي بين العنصرين و الجميع يتحدث نحن متساوون فهل من المساواة أن تكون أنت في قرارة نفسك الأول و أنا الثاني ؟
ليس كل سياسي وطني ، وليس كل حاكم وطني ، و ليس كل كاتب وطني ،وليس كل قيادي وطني ، فكل من يريد لنفسه أكثر من غيره ، أو يريد لذويه أكثر من غيرهم ، أو جهته أكثر من غيرها ، أو للونه عن باقي الألوان ،فهو جهول بالوطنية ، والعدالة ،و القيم الإنسانية لا يوجد أخطر منه على الوطن ولا يكمن الخطر فيمن يريدون التقليل من الغبن أو المساواة بين المكونات الإجتماعية داخل المجتمع ولو نظرنا إلى احقاب التاريخ و شعوب العالم في العصور القديمة و الحديثة لوجدنا شواهد كثيرة يمكن أن نستخلص منها الدروس و العبر .
أوسكار ..الوطن
أن ينعم كافة أفراد المجتمع بتوزيع المناصب و الثروة و تحقيق العدالة الإجتماعية و فتح الأبواب أمامهم في توفير فرص العمل و التمتع بالصحة و العمل على تحقيق الرفاهية الإقتصادية و القضاء على البطالة في العمل أو الحد منها بشكل مستمر مع مراعاة تكافؤ الفرص انطلاقا من الرجل المناسب في المكان المناسب داخل الإقليم أو الكيان أو المؤسسة في الوطن فقمة الجمال أن يتحقق العدل بين الأشخاص داخل الوطن بنسبة 10/10 في المناصب السيادية و الثروة و تكافؤ الفرص لا أن تكون 3/10 في مكونة بينما تكون في مكونة أخرى 8/10 كما هو الحال في البعثات الدبلوماسية .